سورة الأنفال ٨: ٤٥
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء إلى الّذين آمنوا بأوامر جديدة، بكيفية قتال العدو:
الأمر الأوّل: كان في الآية (١٥-١٦) من نفس السّورة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ}.
الأمر الثّاني: {إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا}: إذا: ظرف زماني للمستقبل.
{لَقِيتُمْ فِئَةً}: أيْ: حاربتم. فئة: جماعة من النّاس. ارجع إلى الآية (١٣) من سورة آل عمران؛ للبيان.
{فَاثْبُتُوا}: أيْ: لا تفروا، أو تنسحبوا من أرض المعركة؛ اصمدوا أمام عدوكم.
الأمر الثّالث: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا}: أيْ: في مواطن الحرب لا تنسوا ذكر الله بالتّكبير، والتّحميد، والتّسبيح، والصلاة، والدعاء باللسان؛ تضرعاً وخفية، والتّوكل على الله.
{لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: لعلَّ: للتعليل، والتّرجي؛ أيْ: لعلَّكم إذا ثبتُّم في أرض المعركة، وذكرتم الله، وأخذتم بالأسباب الأخرى الموصلة إلى الفلاح، والنّصر؛ لعلَّكم تفلحون: لعلَّ النّصر، والفوز يتحقق لكم. ارجع إلى الآية (٥) من سورة البقرة؛ لبيان معنى الفلاح.