سورة الأنفال ٨: ٦٠
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُم مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَىْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ}: من الإعداد، والتّهيئة؛ لقتال العدو.
{مَا اسْتَطَعْتُم}: قدر استطاعتكم؛ أيْ: كل ما تقدرون عليه، كل ما بوسعكم، ما: اسم موصول؛ بمعنى: الّذي.
{مِنْ قُوَّةٍ}: من: استغراقية؛ تشمل كلّ قوة. قوة: جاءت نكرة؛ لتشمل أيَّ قوة مهما كانت من السّلاح، والصّواريخ، والطّائرات، والقنابل. والإعداد: يشمل الإعداد العسكري، والمالي، والمعنوي «النّفسي»؛ لبث روح الشّجاعة، والإقدام، والتّضحية.
{وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}: ومن: استغراقية، رباط الخيل: كان هذا في القديم، والآن قد يتمثل رباط الخيل: بالطّائرات، والصّواريخ، والقذائف، وراجمات الصّواريخ، والأسلحة الخفيفة، والثقيلة, ولنعلم أن الخيل كانت رمز القوة في الزمن القديم.
{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}: من الرهبة: وهي الخوف المقترن بالعلم من الّذي تخافه، وطول مدة الخوف المصحوب باضطراب نفسي، وقلق؛ أي: ترهبونهم حتّى لا يقاتلوكم، أو يجرؤوا على محاربتكم. وتكرار {عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} ولو قال عدو الله لكان يكفي أو عدوكم يكفي، ولكن قوله تعالى: {عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}: فيها حث على وجوب القتال والجهاد أكثر؛ لأن الجهاد في سبيل الله فيه مكاسب دنيوية وأخروية.
{وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ}: أي: إرهاب العدو الموالي لهؤلاء، أو إرهاب الآخرين من غيرهم «غير كفار قريش»، واليهود لا تعلمونهم الله يعلمهم، أمثال: الفرس، والرّوم، وغيرهم من الأمم.
{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَىْءٍ}: ما: شرطية، من شيء: من: استغراقية. شيء: مهما كان صغيراً، أو كبيراً: من مال، أو غير مال، طعام، أو مسكن.
{فِى سَبِيلِ اللَّهِ}: الجهاد، وغيره، وإعلاء كلمة الله تعالى.
{يُوَفَّ إِلَيْكُمْ}: أضعافاً كثيرة عشرة أضعاف أو (٧٠) ضعفاً، أو أكثر من ذلك.
{وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}: أنتم: تفيد التّوكيد، لا: النّافية، تظلمون: لا تنقصون حسنة، ولا تظلمون سيئة؛ أي: لا تظلمون من الثّواب، والأجر شيئاً، والشيء: هو أقل القليل.