سورة التوبة ٩: ٧
{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}:
{كَيْفَ}: للاستفهام، والاستبعاد، والتّعجب، استبعاد ثبات المشركين على أيِّ عهد يصدر عنهم، والعهد: تعريفه كما بينا في الآية (١) من سورة التّوبة، وآية (٢٧) من سورة البقرة.
{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ}: كيف يكون؟ الجواب: لا يكون، أو لا عهد لهم.
وعهد جاءت بصيغة النّكرة للتعظيم؛ أيْ: مهما كان نوعه صغيراً، أو كبيراً، أو مع أيِّ طرف.
{لِلْمُشْرِكِينَ}: اللام: لام الاختصاص.
{عِنْدَ اللَّهِ}: ظرف زمان، ومكان؛ أيْ: لا عهد لهم عند الله، ولا عند رسوله، وتكرار عند: للتوكيد، وكلاً على حدة؛ أيْ: لا عهد لهم عند الله، ولا عند رسوله، ولا كلاهما معاً.
{إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}: إلا: أداة استثناء، عاهدتم عند المسجد الحرام. قيل: هم بنو بكر، وبنو ضمرة، وهم المستثنون من قبل في الآية (٤) من سورة التّوبة.
{عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}: أيْ: قرب المسجد الحرام.
{فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ}: ما: شرطية، أو مصدرية.
{اسْتَقَامُوا لَكُمْ}: أيْ: حافظوا على عهدهم، ولم ينقضوه.
{فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ}: أيْ: وأنتم حافظوا على عهدكم إليهم، ولا تنقضوه، والفاء: للمباشرة والتّوكيد.
{إِنَّ اللَّهَ}: إنّ: للتوكيد.
{يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}: الّذين يوفون بعهدهم إذا عاهدوا؛ الّذين أطاعوا أومر الله، وتجنبوا نواهيه، وتكرار إنّ الله يحب المتقين: يؤكد حبه للمتقين الّذين من بين صفاتهم الثّابتة: الوفاء بالعهد، والتّقوى، المتقين: جملة اسمية تدل على الثّبوت، بثبوتهم على التقوى، والاستقامة.