سورة التوبة ٩: ٦٧
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}:
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ}: جمع منافق، والمنافق: هو الّذي يظهر الإيمان باللسان، ويبطن الكفر. ارجع إلى الآية (٤٩) من سورة الأنفال.
{بَعْضُهُم مِنْ بَعْضٍ}: أيْ: صنف واحد كتشابه أجزاء الشّيء الواحد، أو ذكورهم؛ كإناثهم متشابهون في النّفاق، والصّفات، والأحوال، وبعضهم من بعض؛ تعني: ليسوا من المؤمنين.
{يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ}: يأمرون: يدعون إلى المنكر. المنكر تعريفه: هو ما يستقبحه الشّرع، ويمنعه، وما تستنكره العقول السّليمة؛ لمنافاته الأخلاق.
{وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ}: يحثون على ترك المعروف، والمعروف: هو كلّ أمر به الشّرع، واستحسنه العقل، والعرف الصّحيح، وينهون عن الإيمان.
{وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ}: يمسكون عن الإنفاق في سبيل الله، والصّدقة؛ كناية عن الشّح، والبخل.
{نَسُوا اللَّهَ}: نسوا طاعة الله، وعبادته، وذِكره.
{فَنَسِيَهُمْ}: والله سبحانه لا ينسى أبداً، ولا ينسب له الغفلة سبحانه كقوله تعالى: {فِى كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّى وَلَا يَنْسَى} طه: ٥٢، ولكن تعني: أهملهم، ونسيهم من رحمته، أو تركهم ولم ينظر إليهم، أو يكترث بهم.
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}: إنّ: للتوكيد، هم: ضمير فصل يفيد المبالغة، الفاسقون: إذا كان يوجد غيرهم من الفاسقين فهم حقاً العاملون في الفسق، وفي طليعتهم.
{الْفَاسِقُونَ}: جمع فاسق، والفاسق: من خرج عن شرع الله؛ أيْ: دينه. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٦)؛ لمزيد من البيان.