سورة التوبة ٩: ٩١
{لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}:
{لَّيْسَ}: أداة نفي؛ لنفي الحال، والاستقبال، وليس مقيدة بزمن.
{عَلَى الضُّعَفَاءِ}: العجزة، والشّيوخ، والنّساء، والصّبيان.
{وَلَا عَلَى الْمَرْضَى}: الواو: عاطفة، لا: لتأكيد النّفي، المرضى: بمرض حاد، أو مزمن؛ مثل: السّكري، والتهاب المفاصل، وكذلك الأعمى، والأعرج.
{وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ}: ولا: لتأكيد النّفي؛ نفي الحرج: وهو الإثم، أو الذّنب على كل هؤلاء، وكذلك الفقراء: ليس عليهم إثم، أو ذنب في عدم الخروج للجهاد في سبيل الله، أو الإنفاق في سبيل الله (أي: الجهاد).
{إِذَا}: شرطية؛ تفيد الحتمية، والحرج في القرآن له ثلاثة معانٍ:
١ - الضيق.
٢ - الإثم، أو الذنب.
٣ - الشك.
{نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}: النّصح لله ورسوله هنا؛ يعني: حضَّ الآخرين القادرين على الجهاد بالخروج، والإنفاق، أو معاونة أهل المجاهدين بعد الخروج، ومحاربة أكاذيب المنافقين الّذين تخلفوا عن الخروج، ودحر إشاعاتهم، وإطاعة النّبي -صلى الله عليه وسلم-، وتصديقه.
{مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: ما: النّافية، على المحسنين: سمَّى هؤلاء الضعفاء، والمرضى، والفقراء الّذين نصحوا لله، ورسوله محسنين إذا قاموا بما يستطيعون من جهد؛ فهم كأنهم اشتركوا في الجهاد.
{مِنْ سَبِيلٍ}: من ابتدائية استغراقية. من سبيل: من عقوبة، أو لوم، أو توبيخ، أو إثم، أو ذنب.
{وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: لهؤلاء غفور: كثير المغفرة، لهم وأمثالهم، رحيم في التّوسعة عليهم؛ فلا يكلِّفهم ما لا طاقة لهم به، وأثابهم ثواب المحسنين.