سورة يونس ١٠: ١٠
{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}:
{دَعْوَاهُمْ فِيهَا}: أيْ: دعاؤهم فيها؛ أيْ: في جنات النعيم، رغم كون دار الآخرة ليست دار تكليف، وعبادة؛ فهم يدعون ربهم فرحاً، وتلذذاً؛ كما كانوا يدعون في الدّنيا؛ لكثرة ما يفاجؤون به من النّعيم تنطلق ألسنتهم بالتّسبيح؛ فيقولون: سبحانك اللهم، ومعناها: يا الله، أو يا الله ائتنا بالخير من شدة الإعجاب يبدؤون بالتّسبيح، والتّنزيه؛ إجلالاً، وتعظيماً للمنعم.
{وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ}:
١ - سلام من الله سبحانه كقوله: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَّبٍّ رَّحِيمٍ} يس: ٥٨.
٢ - وسلام من الملائكة كقوله: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم} الرعد: ٢٤.
٣ - وهم يسلِّمون على بعضهم بعضاً.
كلمة السّلام: رمز الرّضا، والاستقرار، والاطمئنان؛ سلام شامل يشمل النّفس من كلّ مكروه، ويشمل الأهل، والمكان.
{وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: وآخر دعواهم أن: للتوكيد.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ}: أيْ: حمد بيقين، وتوكيد على فضل الله عليهم؛ حمد على نعم الله تعالى الّتي لا تزول، والحمد لله رب العالمين على نعمة الإيجاد، والحمد لله على نعمة الإمداد، والحمد لله على نعمة البقاء في دار الخلد حمداً يليق بجلاله، وعظيم سلطانه.