سورة البقرة ٢: ١٢٧
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}:
{وَإِذْ}: ظرف للزمن الماضي، ويعني: واذكر إذ يرفع إبراهيم، أو اذكر حين رفع إبراهيم القواعد؛ أي: انقضت جدرانه، وبقيت قواعده في الأرض، وأول من بناه، كما قيل: الملائكة في زمن آدم، ويرفع جاءت بصيغة المضارع، بدلاً من رفع؛ لاستحضار صورة الرفع، وكأنه يرفع الآن، وهذا ما يسمى: حكاية الحال.
والرفع: من الارتفاع؛ فكل بناء له طول، وعرض، وارتفاع، والارتفاع هو البعد الثالث؛ فما دام الطول، والعرض، محددين من قبل؛ منذ البناء الأول؛ فإبراهيم عليه أن يحدد الارتفاع، ومكان القواعد، أو مكان البيت؛ كان مطموراً، وغطته الرمال والأتربة، فلما أُمر إبراهيم بالرفع، أطلع الله سبحانه نبيه إبراهيم -عليه السلام- على مكانه؛ فوجد قواعده.
{وَإِسْمَاعِيلُ}: ساعد أباه إبراهيم، في الرفع، والبناء، وكان شاباً؛ حينذاك.
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا}: يقولان إبراهيم وابنه إسماعيل حين كانا يرفعان القواعد، {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا}؛ أي: يسألان الله القبول منهما، والثواب فهما لا ينسيان الدعاء، وذكر الله تعالى في زمن العمل والرفع.
{إِنَّكَ أَنْتَ}: أنت: تفيد التّوكيد. {السَّمِيعُ}: لما نقول، وندعوك، ونرجوك، ولما يقوله عبادك في السر والعلن، وما يقوله كل من في السموات والأرض، من ملك، وإنس، وجان، ودابة، وطير، وكلّ شيء.
{الْعَلِيمُ}: العليم لما نفعل، وما يفعله جميع خلقك من خير وشر، والذي أحاط علمه بكل شيء، وفي أي مكان وزمان، وفي الظاهر، والباطن، والسر، والعلن، فلا يخفى عليه شيء في الأرض، ولا في السماء، والعليم بما كان، وما هو كائن، وما سيكون، وما لم يكن.