سورة يونس ١٠: ٣٩
{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}:
{بَلْ}: حرف إضراب انتقالي.
{كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ}: بما لم يحيطوا بعلمه: لها تفسيرات عدَّة:
١ - أي: كذبوا بالقرآن قبل أن يتدبَّروه، أو يفهموا معانيه، أو يدركوا ما جاء فيه من أمر، أو نهي، كذبوا به بمجرد سماعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكتفوا بذلك، بل اتَّهموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنّه افتراه.
٢ - كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه بالجنة، والنّار، والبعث، والجزاء.
{بِمَا لَمْ}: الباء: للإلصاق؛ ما: اسم موصول؛ كذبوا بالّذي لم يحيطوا بعلمه.
{وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}: لما: نافية تنفي الحدث إلى ساعة الكلام، أو الحاضر.
{يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}: كذبوا بالقرآن، ولم يكن عندهم علم تأويله.
{تَأْوِيلُهُ}: قيل: تفسيره؛ أيْ: كذبوا بالقرآن، ولم يأتهم تفسيره بعد (لم ينتظروا تفسيره)، كذبوا به قبل أن يتبيَّن لهم أهو كذب أم صدق، أو كذبوا به قبل أن يخبروا أخباره، والمغيبات الّتي ذكرت لهم في القرآن، ولما يأتهم ما وعدوا به من الوعيد.
{كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: كذلك: أيْ: كما كذَّب مشركو مكّة بالرّسول -صلى الله عليه وسلم- كذَّب الّذين من قبلهم برسلهم، وبما جاؤوا به، والتّكذيب بالرّسل؛ أيْ: بالمعجزات الدّالة على صدق رسالتهم.
{فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}: الفاء: للتّعقيب، والتّرتيب؛ أيْ: لا تتأخر بالتّفكر والنّظر في عاقبة الظّالمين.
{كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}: عذاب الظالمين، فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً، أو أخذته الرّجفة، أو خسفنا به الأرض، أو أهلكنا بالغرق… وغيره. ارجع إلى سورة الأعراف آية (٨٦) لبيان معنى العاقبة.
{عَاقِبَةُ}: من التّعقب؛ أي: المباشرة، ومن دون تأخر.
{الظَّالِمِينَ}: قمة الظّلم: الشّرك بالله، وإعطاء الألوهية لغير الله، وظلم النّاس، وظلم النّفس: وهي حين تخرج عن منهج الله تعالى، وتصبح ضالة جائرة، وتورد الهلاك.