سورة هود ١١: ٥
{أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}:
{أَلَا}: أداة استفتاح، وتنبيه، وإيقاظ من هو غافل؛ لئلا يفوته ما سُيذكر من الآيات.
{يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ}: يثنون: من ثنى الثّوب؛ أيْ: طواه عدَّة مرات ربما ليُخفي ما فيه من عيب؛ قد تعني: يخفون ما في صدورهم من العداوة، والحقد للنّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ويظهرون له المحبة والمودة، أو ينحرفون، ويعرضون بصدورهم حين يمرون برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويحاولون أن يتواروا عنه خوفاً من أن يدعوهم للإيمان، أو الإسلام.
{لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ}: اللام: للتّعليل؛ أيْ: يريدون الخفاء.
أيْ: من الله تعالى، أو تعود على الرّسول -صلى الله عليه وسلم-.
{أَلَا}: أداة للتّنبيه.
{حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ}: الثياب: المتنوعة التي تغطي البدن كله، وهي الخارجية، أما ما يغطي العورة والجسم مباشرة تسمى اللباس؛ أي: حين يبالغون في الاستخفاء كالّذي يستغشي ثيابه؛ أيْ: يتغطَّى بها حتّى لا يظهر منه شيء.
{يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}: الإسرار يكون في النّفس، والإخفاء أشد من الإسرار (يعلم السّر وأخفى)، وتكرار ما يفيد التّوكيد؛ أيْ: يعلم كلَ ما يسرون على حِدَةٍ، وما يعلنون على حِدَةٍ، أو كلاهما.
{إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}: إنّ: للتوكيد.
{عَلِيمٌ}: صيغة مبالغة من عالم كثير العلم.
{بِذَاتِ}: ذات تفيد الصّحبة.
{بِذَاتِ الصُّدُورِ}: الأمور المصاحبة للصدور، أو السّاكنة فيها. ارجع إلى سورة آل عمران، آية (١١٩)؛ لمزيد من البيان.