سورة هود ١١: ٢٥
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ}:
{وَلَقَدْ}: اللام: لام التّوكيد. قد: حرف تحقيق. وإذا قارنا (ولقد) مع قوله تعالى في سورة الأعراف آية (٥٩) (لقد) بدون الواو: نجد أن آية الأعراف لم يتقدمها ذكر رسول، أو نبوة؛ فهو كلام ابتداء، أما في سورة هود، وسورة المؤمنون، والعنكبوت، والحديد: فقد تقدمها ذكر رسول، والواو عاطفة، أو استئنافية.
{أَرْسَلْنَا نُوحًا}: أرسلنا، ولم يقل: بعثنا. ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة؛ للبيان.
{نُوحًا}: من سلالة إدريس، وإدريس: هو أبو جد نوح، وجاء في صحيح البخاري عن ابن عبّاس: كان بين آدم ونوح ما يقارب عشرة قرون؛ أيْ: (١٠٠٠سنة)، ونوح كان أول الرّسل من أولي العزم، وذكر اسمه في (٤٣) آية.
{إِلَى قَوْمِهِ}: الّذين سكنوا شمال العراق ما بين دجلة والفرات، وهم من بقايا ذرية آدم الّذين سكنوا مكّة، ثمّ رحلوا إلى شمال العراق.
القوم هنا: تعني الرّجال والنّساء، والقبيلة، والعشيرة، وهنا ملاحظة يجب العلم بها: أنّ كلمة قوم دائماً يرد معها عقوبة في نهاية الآيات.
{إِنِّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ}: لكم نذير من الله؛ الإنذار: هو الإعلام، والتّحذير؛ أيْ: لأنذركم خاصة، أو أقول لكم منذراً بالإيمان بالله، والاستجابة له، وامتثال أوامره، وعلى تجنب ما حرم عليكم.
{مُبِينٌ}: يعني: كلّ واحد يعلم أنّه إنذار واضح، ولا يحتاج إلى بينة، وهو ألا تعبدوا إلا الله.