سورة هود ١١: ٢٧
{فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ الرَّأْىِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}:
{فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ}: الفاء: تدل على التّعقيب، والمباشرة مجرَّد ما دعاهم إلى عبادة الله وحده مباشرة، قال الملأ الّذين كفروا من قومه: الملأ: أشراف القوم، وزعماء القوم وأعيانهم الّذين يملؤون أعين النّاس مهابة واحتراماً. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (٧٥، ٨٨)؛ للبيان.
{مَا نَرَاكَ}: ما: النّافية؛ نراك: رؤية بصرية.
{إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا}: البشر: يعني الإنسان، وسمي بشراً لكونه ظاهر على الأرض بعكس الجن الذي يمتاز بالخفاء؛ إلا: أداة حصر؛ أيْ: حصراً أنت بشر مثلنا لا مزية لك علينا، ولا فضل يعطيك حق النّبوة، أو تكون رسولاً علينا.
{وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ الرَّأْىِ}: الرّؤية هنا قد لا تدل على الصّواب والحقيقة؛ فالرّؤية تحيط بظواهر الأمور؛ فهم حكموا بظواهر الأمور.
{إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا}: إلا: أداة حصر.
{الَّذِينَ}: اسم موصول تشير إلى الأراذل.
{هُمْ}: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{أَرَاذِلُنَا}: مفردها رذل: الدّون من كلّ شيء، وتعني: السّفلة، أو أحقر النّاس في أعينهم، والحقيقة هم أفضل الناس، وأفضل منهم خاصة.
{بَادِىَ الرَّأْىِ}: الّذين لا رؤية لهم؛ أيْ: سطحيو النّظر، لا يفكرون، ولو أمعنوا النّظر لما اتبعوك.
{وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ}: من فضل: من: ابتدائية.
{فَضْلٍ}: أيْ: زيادة تؤهلكم للنّبوة؛ مثل: المال، أو فضل في الخلق، أو الملك، أو الجاه.
{بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}: بل: حرف إضراب إبطالي.
{نَظُنُّكُمْ}: الظّن: هو أنا نحسبكم، أو نرجِّح أنكم كاذبون.