سورة هود ١١: ٣٦
{وَأُوحِىَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}:
{وَأُوحِىَ إِلَى نُوحٍ}: الوحي: إعلام خفي بطريقة الوحي من عالم الغيب سبحانه من علمه الأزلي أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، ولمعرفة معنى الوحي: ارجع إلى سورة النساء، آية (١٦٣).
{أَنَّهُ لَنْ}: للتوكيد؛ حرف مشبه بالفعل؛ لن: نافية تنفي المستقبل القريب، والبعيد.
{يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ}: إلا: أداة حصر.
{مَنْ قَدْ}: تحقيق للتوكيد.
{آمَنَ}: وقيل: كانوا حوالي (٨٠) فرداً، كما قال ابن عبّاس، ومنهم أولاده الثّلاثة: سام، وحام، ويافث، وزوجاتهم.
{فَلَا تَبْتَئِسْ}: الفاء: رابطة لجواب شرط مقدر تفيد التّوكيد؛ لا: النّاهية.
{تَبْتَئِسْ}: تحزن؛ يقال: ابتأس الرّجل إذا بلغه خبر يكرهه، والابتئاس: هو الحزن المحبط.
{بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}: من الشّرك، وعدم الإيمان، ولم يقل بما كانوا يعملون؛ لأنّ من خصائص القرآن لا يستعمل مع العقوبات، أو في سياق العقوبات، وإهلاك الأمم السّابقة؛ إلا كلمة (فعل) مثل قوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}، كذلك نفعل بالمجرمين.
عندها دعا نوح على قومه؛ فقال: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}.