سورة هود ١١: ٤٣
{قَالَ سَـئَاوِى إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ}:
{قَالَ سَـئَاوِى}: قال الابن كنعان لأبيه: سآوي: السّين: أداة للاستقبال القريب؛ أيْ: سألجأ إلى جبل بعد قليل.
{إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ الْمَاءِ}: يعصمني: يحميني من الماء من الغرق، والعصمة: هي المنع، والحفظ ظاناً أنّ الموج، أو الماء لن يبلغ الجبل لارتفاعه، وقال نوح راداً على ابنه:
{قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ}: لا: النّافية للحال، والاستقبال.
{عَاصِمَ}: قد تكون اسم مفعول، وتعني: لا مخلوق، ولا مانع، ولا حافظ، أو لا معصوم اليوم؛ أي: الناجي، ولا يُغني، ولا يفيد جبل، ولا دعاء، ولا إيمان، ولا فرار. وعاصم: قد تكون اسم فاعل؛ أي: لا عاصم إلا الراحم (إلا الله وحده).
{مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}: من عذاب الله؛ أي: الطّوفان، والغرق.
{إِلَّا مَنْ رَحِمَ}: إلا: أداة حصر.
{مَنْ}: اسم موصول؛ تفيد الاستغراق. كلّ من رحم الله؛ أيْ: بالنجاة.
{وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ}: وبدأ الموج يرتفع، ويرتفع حتّى لم يعد يرى الأب ابنه؛ أي: فصل، وحجز الموج بين نوح وابنه.
{فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ}: الفاء: للتوكيد.
{مِنَ الْمُغْرَقِينَ}: أيْ: ليس وحده من غرق، وإنما غرق معه الكثير. مُغرقين: بضم الميم؛ أيْ: لم يغرق بنفسه بسبب السّباحة، أو غيرها، وإنما أغرقه الله رغم حذره، وحيطته، وأغرق معه كلّ كافر ومشرك.