سورة هود ١١: ٤٥
{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِى مِنْ أَهْلِى وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}:
{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ}: لما حال بينهما الموج.
{فَقَالَ}: الفاء: تدل على التّرتيب، والتّعقيب، أو تفيد التّرتيب التّسلسلي في الحوادث، أو لعطف مفصل على مجمل.
{رَبِّ}: ولم يقل: يا رب؛ باستعمال ياء النّداء؛ لأنّ نوحاً يعلم أنّ الله سبحانه قريب منه، أو ليس هناك زمن؛ لأنّ نوحاً يريد إنقاذ ابنه، وعدم إطالة النّداء؛ لأنّ ابنه يغرق، وكلّ حرف، وكلّ ثانية مهمة.
{إِنَّ ابْنِى مِنْ أَهْلِى}: إنّ: حرف مشبه بالفعل؛ تفيد توكيد ما يقوله نوح إنّ كنعان من أهلي.
{وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ}: وإنّ: تفيد التّوكيد.
{وَعْدَكَ الْحَقُّ}: حتّى يشمل ابنه، وكلّ ما تعد به هو الحق، أو: ما وعدتني به هو الحق، ولم يقل: رب إنّ ابني من أهلي، وأنت وعدتني بنجاة أهلي، وإنّ وعدك الحق يشمل كلّ وعد وعده الله له ولعباده الآخرين، والحق هو الشّيء الثّابت الكامل الّذي لا يتغير.
وقوله: {إِنَّ ابْنِى مِنْ أَهْلِى}: فيه تفصيل: فالله سبحانه يعلم ذلك: أنّ ابنه من أهله، وما وعده الله جاء في قوله تعالى: {وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِى فِى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ} المؤمنون: ٢٧؛ فنوح كان لا يعلم من سبق عليه القول، ومنهم زوجته، وابنه كنعان.
{وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}: أنت: ضمير فصل؛ يفيد التّوكيد.
{أَحْكَمُ}: اسم تفضيل؛ يفيد المبالغة.
{أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}: أحكم من حكم؛ أيْ: لك الحكم، والأمر، والقول الفصل، ولا تحكم إلا بالحق بين العباد، والأمم، وأحكم من الحكمة؛ أيْ: أنت أحكم الحكماء، وأفضل، وأقسط، وأعدل، وخير من حكم.