سورة هود ١١: ٤٨
{قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}:
{قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ}: أيْ: انزل من السّفينة، والهبوط: نزول من أعلى إلى أسفل، وقيل: تعود إلى الله سبحانه؛ لقوله:
{بِسَلَامٍ مِنَّا}: هكذا يتلقى نوح هذه الكلمات الّتي تطمئن قلبه بالمغفرة، والرّحمة من الله، والسّلامة، والأمن، والاطمئنان من المكاره بعد (٩٥٠ عاماً) من الدّعوة، والصّبر.
{وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ}: أي: الخيرات، وقدَّم السّلام على البركات؛ لأنّ السّلام مهم، ويحتاج إليه حين الهبوط، والاستقرار، وبعد النّجاة تأتي البركات، والنِّعم، ونوح، والّذين نجوا معه لجأوا إلى مكة، وعاشوا هناك، ولما تكاثروا هاجروا إلى جنوب الجزيرة (الأحقاف)، وأطلق عليهم قوم عاد.
{وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ}: أيْ: من أولادك: سام: ومنه جاء السّاميون، وحام: ومنه جاء الأفارقة، ويافث: ومنه جاء الصّين، واليابان.
{وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}: أيْ: أمم أخرى أمثال: قوم هود، وصالح، ولوط، وشعيب.
{سَنُمَتِّعُهُمْ}: بمتاع الدّنيا، والمتاع: كلّ ما ينتفع به، أو ما يُتمتع به؛ كالطّعام، والشّراب، وأثاث البيت، والأداة، والمال.
{ثُمَّ يَمَسُّهُمْ}: ثمّ: للترتيب، والتّراخي.
{يَمَسُّهُمْ}: يصيبهم منا عذاب.
{عَذَابٌ أَلِيمٌ}: في الدّنيا، وفي الآخرة؛ بسبب كفرهم، وتكذيبهم لرسلهم.