سورة هود ١١: ٥٠
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ}:
{وَإِلَى}: الواو: أيْ: وأرسلنا إلى عادٍ أخاهم هوداً بعد نوح.
{عَادٍ}: أيْ: عاداً الأولى الّتي سكنت الأحقاف، والأحقاف: جبال من الرّمل تقع بين عُمان، وحضرموت، وأرضهم كانت مطلة على البحر (بحر العرب)، وهي الّتي ذكرها الله سبحانه بقوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى الْبِلَادِ} الفجر: ٦-٨، وهناك عاداً الثّانية (الأخرى): وهم قوم ثمود، ونبيهم صالح -عليه السلام- .
{أَخَاهُمْ هُودًا}: هوداً: هو ابن عبد الله بن رباح، ابن عاد، ابن إرم، ابن سام، ابن نوح، وهو من العرب، (وصالح، وشعيب، ومحمّد، وهود: هم الأنبياء الأربع من العرب).
{قَالَ يَاقَوْمِ}: يا: أداة نداء، وقوله: يا قومي: نداء فيه نوع من التّودُّد، والاستعطاف، وهو من أساليب الدّعوة؛ الدّعوة بالرّفق، واللّين؛ لفتح القلوب بكلمة طيبة.
{اعْبُدُوا اللَّهَ}: وحده، أخلصوا له بالطّاعة، والتّوحيد.
{مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}: ما: النّافية.
{لَكُمْ مِّنْ}: استغراقية.
{إِلَهٍ غَيْرُهُ}: تعبدونه.
{إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ}: إن: نافية، وأقوى في النّفي من حرف: ما.
{إِلَّا}: أداة حصر؛ أيْ: أداة استثناء؛ جاءت بعد أداة نفي؛ فهي تفيد الحصر؛ أيْ: حصراً ما أنتم إلا مفترون.
{مُفْتَرُونَ}: جمع مفتر، والافتراء: هو الكذب المتعمد المختلق؛ حيث جعلوا الأوثان، والأصنام شركاء لله في عبادتهم.
لم يتهم هود قومه بالافتراء في بداية الدّعوة، بل حضهم على التّقوى؛ فقال لهم: {أَفَلَا تَتَّقُونَ}، كما جاء في سورة الأعراف، الآية (٦٥)، ولم يقل لهم هود: {إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ} إلا بعد أن استمروا في تكذيبهم له، وشركهم بالله، ورفضهم الاستجابة لدعوته.