سورة هود ١١: ٥٢
{وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}:
{وَيَاقَوْمِ}: نداء جديد، أو طلب جديد لقومه.
{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}: لأنكم أشركتم به، والاستغفار: يدل على أنّ الإنسان ارتكب ذنباً، ويطلب من الله أن يغفره يستره، ويمحوه، ويعفو عنه، والتّوبة: الرّجوع إلى الله، وعدم ارتكاب الذّنب مرة أخرى، ولها شروط أخرى؛ مثل: النّدم، والإكثار من الأعمال الصّالحة.
{ثُمَّ}: تفيد التّرتيب، والتّراخي الزّمني؛ لأن الإسراع في التّوبة من أهم الأمور، وإنّما هي للترتيب التّسلسلي في الحوادث.
استغفروا ربكم، ثمّ توبوا إليه؛ لأنكم عبدتم غيره من الأصنام، والأوثان؛ فإذا تبتم واستغفرتم ربكم:
{يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}: السّبب في ورود هذه الآية بعد الاستغفار، والتّوبة: أنّ الله -جل وعلا- حبس عنهم المطر ثلاث سنين، وأعقم أرحام نسائهم، واشتدت حاجتهم للمطر؛ لأنّهم كانوا أصحاب زروع.
{مِّدْرَارًا}: صيغة مبالغة؛ تعني: المطر الغزير المتتابع أوقات الحاجة، ولا يحصل منه ضرر، وأصل الدّر: سيلان اللبن، وكثرته، ثمّ استعير للمطر الغزير.
{وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}: بالمال، والولد، وقيل: الولد، وولد الولد، والعدة، والسلاح؛ فالاستغفار يجلب الرزق (الغيث)، والذرية.
{وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}: ولا تعرضوا عن التّوحيد، ولا تستمروا على الشرك، والإجرام. ارجع إلى الآية (٣) من نفس السورة لبيان معنى استغفروا ربكم ثم توبوا إليه، وارجع إلى سورة الأنعام آية (٥٥)، والجاثية آية (٣١) لبيان معنى مجرمين.