سورة هود ١١: ٩١
{قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ}:
{قَالُوا يَاشُعَيْبُ}: قال: الّذين استكبروا وكفروا من قومه.
{يَاشُعَيْبُ}: ياء النّداء؛ للبعيد.
{مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ}: ما: النّافية للحال، ما نفقه؛ أيْ: ما نفهم؛ أي: ما نعلم معنى ما تقول، والفقه هو الفهم الدّقيق الذي يحتاج إلى التأمل والنظر، ومن ثم الاستنباط والوصول إلى الحكم؛ أيْ: ما نعرف صحَّة ما تقول عن التّوحيد، والتّطفيف في الميزان، والاستغفار والتوبة والإنذار والرزق الحسن؛ أي: {كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ}.
وقالوا ذلك استهانة به، ولأنّهم لم يعبؤوا بوعظه لهم.
{وَإِنَّا لَنَرَاكَ}: وإنا للتوكيد؛ لنراك: اللام: لزيادة التّوكيد.
{فِينَا ضَعِيفًا}: أيْ: لا قوَّة لك إن أردنا إيقاع الأذى بك، وقيل: كان أعمى ضريراً.
{وَلَوْلَا رَهْطُكَ}: لولا: شرطية.
{رَهْطُكَ}: الرّهط: جماعة ما بين (٣-١٠)، أفراد، وقلة الرهط تدل على القلة مقارنة بالقوم؛ قالوا ذلك لا خوفاً من هؤلاء الرّهط، وإنما رأفة بهم؛ لأنّهم من الأقارب، أو أبناء القبيلة، والعشيرة، وقالوا ذلك لكي يقلِّلوا عدد من اتَّبعه.
{لَرَجَمْنَاكَ}: لقتلناك.
{وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ}: وما: النّافية.
{أَنْتَ}: ممتنع علينا، أو ما أنت بغالٍ علينا، أو مكرم، وأرادوا القول، لكن رهطك هم من يعزون علينا، وهذا ما يدل عليه قوله رداً عليهم أرهطي أعزُّ عليكم من الله.