سورة هود ١١: ١٠١
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِى يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَىْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}:
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ}: الواو: عاطفة، ما: النّافية.
{ظَلَمْنَاهُمْ}: من الظّلم: وهو نقصان الحق، وما ظلمناهم: بالعذاب (حين عذبناهم، أو أهلكناهم) بذنوبهم؛ لأنّ الله سبحانه لا يظلم مثقال ذرة، وحرَّم الظّلم على نفسه، ولا يظلم النّاس شيئاً.
{وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ}: لكن: حرف استدراك، وتوكيد.
{ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ}: بالكفر، والشّرك، والمعاصي، وتكذيب الرّسل، والبينات، والظلم: هو الخروج عن منهج الله تعالى.
{فَمَا}: الفاء: للتوكيد.
{أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ}: أيْ: ما نفعتهم، ولا دفعت عنهم آلهتهم مثل الأصنام، والملائكة، أو الكواكب، وعيسى، وعزير.
{الَّتِى يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}: الّتي: اسم موصول.
{يَدْعُونَ} يعبدونها بشتى العبادات من دعاء وتعظيم وذبح وشعائر وذكر.
{مِنْ دُونِ اللَّهِ}: من غير الله.
{مِنْ شَىْءٍ}: من: استغراقية.
{شَىْءٍ}: من العذاب، أو الهلاك، والشّيء: هو أقل القليل، وشيء نكرة تعني أيَّ شيء مهما كان نوعه، وقدره من العون، أو النّصر، أو رفع العذاب، أو تخفيفه.
{لَمَّا}: ظرفية زمانية بمعنى حين ومتضمِّنة معنى الشّرط.
{جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ}: عذاب ربك، أو أمر ربك بإنزال العذاب عليهم.
{وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}: ما: النّافية.
{تَتْبِيبٍ}: مصدر لفعل تبَّب الرّباعي، والتتبيب: النّقص والخسارة والهلاك؛ أيْ: التّخسير، والتّدمير، والهلاك.
{غَيْرَ}: تفيد الاستثناء، والقصر، وإن قيل: الآلهة هي جماد، أو ملائكة، أو كواكب، فكيف زادوهم؟ أيْ: زادتهم عبادتها إضافة إلى معاصيهم خسارة فوق الخسارة، أو عذاباً فوق العذاب.