سورة البقرة ٢: ١٤٨
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}:
الواو: استئنافية، ولكل: اللام لام التّوكيد؛ أي: لكل أمة، أو لكل أهل ملَّة، الإسلام، واليهودية، والنصرانية، في صلاتهم وجهة؛ أي: قبلة، ووجهة، هي: اسم للمكان المتوجَّه إليه كالكعبة، أو بيت المقدس.
{هُوَ مُوَلِّيهَا}: {هُوَ}: إما ترجع إلى الله؛ أي: اللهُ موليها لهم، وإما ترجع إلى المتولي، والمعنى يكون هو موليها نفسه؛ أي: متجه إليها في صلاته، فيكون المعنى أنّ الله مولٍّ كل ذي وجهة، وجهتهُ.
{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}: الفاء: للتأكيد، فاء السببية؛ لربط السبب بالمسبب.
{فَاسْتَبِقُوا}: من فعل سبق، ولم يقل: فسارعوا في الخيرات، من فعل سارع.
فما هو الفرق بين: سابقوا وسارعوا؟
{سَابِقُوا}: السباق يحتاج إلى أكثر من واحد للمسابقة، أما المسارعة؛ فتحتاج إلى واحد فقط، فإن أردت أن تسرع يمكن تسرع لوحدك، وإذا أردت أن تسابق تحتاج إلى آخر، أو أكثر، والسباق يحتاج إلى سرعة كذلك.
{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}: ومنها استقبال القبلة، والفاء: للتأكيد، فاستبقوا من فعل سبق، واسبقوا غيركم من الأمم؛ أي: ليسبق كل منكم الآخر في فعل الخيرات: والطاعات، ويسرع في أدائها، والنوافل، وأعمال الخير، والبر، والإحسان، ولنسلم أنّ الخير مطلق، حتّى ولو وقع عن سهو.
{أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا}: {أَيْنَ}: ظرف مكان مبهم، وإضافة {مَا}: تزيدها إبهاماً وشمولاً.
للمقارنة بين {وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ}، {أَيْنَ مَا تَكُونُوا}؛ ارجع إلى الآية (١٤٤).
{أَيْنَ مَا تَكُونُوا}: أي: في أي مكان في السماء والأرض.
{يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا}: يأت من أتى، وأتى تعني: بسهولة، ويسر يوم القيامة؛ للجزاء، والحساب.
{جَمِيعًا}: للتوكيد.
{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}: {إِنَّ}: للتوكيد، لا تعجزونه، لا يعجزه؛ أي: شيء مهما كان في السموات ولا في الأرض.
{قَدِيرٌ}: صيغة مبالغة لقادر. ارجع إلى الآية (٢٠) من سورة البقرة لمزيد من البيان.