سورة هود ١١: ١١٧
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}:
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ}: وما: الواو: استئنافية؛ ما: النّافية ينفي ربك الظلم عن نفسه، ويستعمل (ما)، ولام الجحود (التوكيد) في كلمة (يهلك).
{كَانَ رَبُّكَ}: أيْ: ليس من شأن ربك، أو أنّ ربك مُنَّزه عن أن يهلك القرى. وكان: تعني الماضي والحاضر والمستقبل، وتعني: ما كان ربك في الماضي أو الحاضر أو المستقبل ليهلك القرى.
{لِيُهْلِكَ الْقُرَى}: ليهلك: اللام: لام التّوكيد؛ يهلك: بصيغة المضارع الّتي تدل على التّجدُّد، والتّكرار؛ لأنّ الحديث أو السّياق في الدّنيا، وفي الآية (٥٩) من سورة القصص قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِى أُمِّهَا رَسُولًا}، وفي الآية (١٣١) من سورة الأنعام قال تعالى: {ذَلِكَ أَنْ لَّمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}؛ إذن ما كان ربك مهلك القرى، أو ليهلك القرى وأهلها مصلحون، أو وأهلها غافلون؛ ارجع إلى سورة القصص آية (٥٩) لمزيد من البيان.
{الْقُرَى}: جمع قرية، والقرية؛ تعني: أهل القرية، والبنيان؛ أيْ: يهلك أهل القرى، ويدمِّر بنيانها.
{بِظُلْمٍ}: الباء: باء: الإلصاق، والتّعليل؛ ظلم: من دون ذنب، أو إثم.
{وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}: مصلحون: جمع بصيغة الجملة الاسمية؛ الّتي تدل على أنّ صفة الإصلاح عندهم ثابتة، ومستمرة؛ فالله سبحانه لن يهلكها حتّى ولو كانت كافرة، وأهلها يقيمون العدل، ولا يفسدون في الأرض، ولا يظلمون النّاس بقتل وإهلاك الحرث، والنّسل. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٣٠)؛ لمزيد من البيان في معنى: الصالحين.
ولمقارنة هذه الآية مع الآية (٥٩) من سورة القصص: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِى أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِى الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}.
والآية (١٣١) من سورة الأنعام: {ذَلِكَ أَنْ لَّمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ}. ارجع إلى سورة القصص آية (٥٩) للبيان المفصل.