سورة هود ١١: ١١٩
{إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}:
{إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}: إلا: أداة استثناء. خلقهم: كما نعلم للعبادة، كما قال تعالى في سورة الذاريات آية (٥٦): {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}؛ أي: خلقهم مختلفين في العبادة؛ لأنه سبحانه ترك لهم الخيار، وقال سبحانه في الآية (١١٨) السابقة: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً}، ولكنه لم يشاء، ولذلك سيكونون مختلفين منهم الضال ومنهم المهتدي، ومنهم الظالم لنفسه، ومنهم المقتصد، ومنهم السابق بالخيرات، والكل سيحاسب على عمله يوم القيامة.
{مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}: أيْ: الّذين لا يختلفون في دينهم، وهم على عقيدة واحدة، وهديٍ واحد؛ هؤلاء عسى أن يرحمهم ربك.
{وَتَمَّتْ}: ثبتت، وجبت، ولن تتغيَّر، أو تُبدَّل.
{كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ}: قيل: هي لأملأن جهنم من الجنة والنّاس أجمعين.
{لَأَمْلَأَنَّ}: اللام: للتوكيد، والنّون: لزيادة التّوكيد.
{جَهَنَّمَ}: مشتقة من بُعد القعر؛ أيْ: بعيدة القعر، أو كريهة المنظر؛ جهنم: دركة من دركات النّار، أو وصف من أوصاف جهنم؛ مثل: السّعير، ولظى، والحطمة.
{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}: من: ابتدائية؛ استغراقية.
{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}: أي: الجن، والإنس، وهما الثّقلان.
{وَالنَّاسِ}: مشتقة من النّوس؛ أي: الحركة.
{أَجْمَعِينَ}: توكيد؛ أيْ: من دون استثناء.