سورة هود ١١: ١٢٣
{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}:
{وَلِلَّهِ}: تقديم الجار والمجرور يفيد الحصر؛ أيْ: لله وحدَه غيب السّموات، والأرض.
{غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: الغيب: هو ما غاب عن العباد، واستتر عن العيون؛ مثل: الجنّة، والنّار، والملائكة، والجن؛ غيب: جمعه غيوب؛ غيب السّموات والأرض؛ أيْ: علم الغيب، والغيب المطلق لا يعلمه إلا الله؛ أمّا الغيب النّسبي فقد يطلعه الله سبحانه على رسوله؛ مثل: إخبار الله سبحانه عن علامات السّاعة الصغرى، والكبرى.
{وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}: إليه: تفيد الحصر؛ أيْ: إليه وحدَه يرجع الأمر.
{الْأَمْرُ كُلُّهُ}: الأمر: ال في كلمة الأمر: هي استغراقية تستغرق كلّ أمر؛ أيْ: إليه يرجع كلّ أمر، ثمّ جاءت بعدها كلّه: للتوكيد؛ يرجع إليه الأمر؛ ليجازي عليه.
{فَاعْبُدْهُ}: الفاء: للتأكيد؛ فاعبده وحدَه، والعبادة تعريفها؛ ارجع إلى سورة الأنبياء، آية (١٠٦)، وهود، آية (٢).
{وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}: استعن به، وفوِّض أمرك إليه بعد تقديم الأسباب؛ فهو يكفيك.
{وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}: ما: النّافية؛ لا يغفل سبحانه عما يعمل خلقه.
{رَبُّكَ}: الخالق، المدبر، الرّزاق.
{بِغَافِلٍ}: الباء: للإلصاق؛ غافل: ساهٍ، أو تارك، أو غير حافظ، أو غير عالم. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٧٤)؛ لمزيد من البيان في معنى: الغفلة.
{عَمَّا تَعْمَلُونَ}: عن: تفيد المجاوزة، والابتعاد.
{تَعْمَلُونَ}: تضم الأقوال، والأفعال من خير، وشرٍّ.