سورة يوسف ١٢: ٣
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}:
{نَحْنُ}: ضمير منفصل، والفاعل نحن للتعظيم تعود على الله سبحانه.
{نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}: أحسن القَصَص بفتح القاف، وليس بكسر القاف؛ أيْ: أصدق القصص، أفضل القصص، والقَصَص بمعنى: السرد، ولا تعني جمع قِصة، وكلمة قَصَّ: تعني تتبع الخبر أو الأثر, وما حدث خطوة خطوة، وما يرويه الله سبحانه، أو يقصه علينا لا لبس فيه، ولا خيال وإنما بصدق، ويسمَّى القَصَص بخلاف، وأما ما يرويه الناس بعضهم لبعض يُسمَّى القِصص، أو الأساطير ففيها الكثير من الخيال والكذب.
{بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ}: بما: الباء: للإلصاق.
{أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}: من الإيحاء، وهو الإعلام بخفاء. ارجع إلى سورة النّساء، آية (١٦٣)؛ لبيان معنى أوحينا، ونسب الإحياء إليه تعالى للتعظيم.
{هَذَا}: الهاء: للتنبيه، ذا: اسم إشارة للقرب؛ لأنّ القراءة تحتاج إلى قرب القرآن من عيني القارئ.
{الْقُرْآنَ}: اسم جنس يقع على كلّ القرآن، أو بعضه.
{وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ}: إن: للتوكيد.
{كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ}: من قبل نزول هذا القرآن.
{لَمِنَ الْغَافِلِينَ}: اللام: للتأكيد؛ أيْ: كنت غافلاً {مَا كُنْتَ تَدْرِى مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} الشورى: ٥٢، أو غير منتبه لا تعرف من يوسف، وما قصته، ولم يخطر على بالك مطلقاً يوسف وشأنه، وما حدث له وليعقوب -عليه السلام- .
أسباب النّزول: روى الضّحّاك، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: سألت اليهودُ النّبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقالوا: حدثنا عن أمر يعقوب، وولده وشأن يوسف؛ فأنزل الله هذه السّورة.
وروى ابن جرير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت هذه السّورة.