سورة يوسف ١٢: ١٥
{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}:
{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ}: الفاء: للترتيب، والتّعقيب؛ لما: ظرف زماني؛ أيْ: حين، خرجوا به، ويبدو أنّ أباهم استجاب لطلبهم بإرسال يوسف معهم.
{وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَتِ الْجُبِّ}: وأجمعوا: عزموا جميعاً، أو اتفقوا، ويدل ذلك أنّهم كانوا لا زالوا مختلفين في أمره حتّى تلك اللحظة الّتي ألقوه فيها في غيابت الجب.
{أَنْ يَجْعَلُوهُ}: أن: مصدرية؛ تفيد التّوكيد، والتّعليل.
{فِى غَيَابَتِ الْجُبِّ}: ارجع إلى الآية (١٠) من نفس السّورة.
{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}: وأوحينا: من الوحي، وهو الإعلام بالخفاء، وكيف تم ذلك وهو لا زال طفلاً. ارجع إلى سورة النّساء، آية (١٦٣)؛ لمزيد من البيان في معنى: أوحينا.
{لَتُنَبِّئَنَّهُمْ}: اللام: لام التوكيد، وكذلك النون بدلاً من لتنبئهم؛ أي: لتخبرن هؤلاء إخوتك بأمرهم هذا؛ أيْ: بما صنعوا بك في المستقبل وفي هذا وعيد لهم.
{وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}: بأنّك يوسف أخوهم الذي أصبح عزيز مصر، ولا زلت حياً، كما سنرى في الآيات (٨٨-٩٠) من نفس السّورة. أو هم لا يشعرون: بالوحي بإنزال جبريل لمعونتك عند إلقائك في غيابة الجب، أو لا يشعرون بالقرابة، أو ما سيحدث لك بعد إلقائك، والآية تحتمل كل هذه المعاني.