سورة يوسف ١٢: ٥٣
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَحِيمٌ}:
من المفسرين من قال: هذا قول امرأة العزيز، ومنهم من قال: هذا قول يوسف -عليه السلام- ، ومنهم من قال: إنّه قول العزيز.
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى}: تعني: من سوء الظن بيوسف، أو سجنه بضع سنين من دون ذنب.
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى}: وما: الواو: عاطفة؛ ما: النّافية.
{أُبَرِّئُ نَفْسِى}: أزكي نفسي من الزلل، أو السّوء.
{إِنَّ النَّفْسَ}: إنّ: للتوكيد.
{النَّفْسَ}: لأمارة بالسّوء؛ أيْ: ميالة للهوى، والشّهوات، أو ذات نزعة؛ أل التّعريف تدل على استغراق الجنس في كلّ النّفوس بالميل إلى الشّهوات.
{لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}: اللام: لام التّوكيد، وأمارة صيغة مبالغة للفعل أمر. لأمارة بالسّوء؛ أيْ: كثيرة الأمر، كثيرة الشّهوات.
{إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى}: إلّا: أداة حصر.
{مَا}: بمعنى: من.
إلا من رحم ربي من النّفوس؛ أيْ: من عصمها فصرفها عن السّوء، والفحشاء.
{إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَحِيمٌ}: وما قالته امرأة العزيز يمكن تلخيصه بما يلي:
١ - قالت: الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه، وإنّه لمن الصّادقين.
٢ - ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب، وأنّ الله لا يهدي كيد الخائنين: لم أخن يوسف في غيبه، وهو في السّجن، أو ليعلم زوجي أنّي لم أخنه بيوسف، وما حدث هو مراودة فقط فامتنع.
٣ - وما أبرِّئ نفسي إنّ النّفس لأمارة بالسّوء.
والله أعلم بمن قال؛ فالله سبحانه لا يريد أن يفضح من هو القائل، والمهم المقولة، والعبرة، ونكتفي بذلك.