سورة يوسف ١٢: ٧٠
{فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِى رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}:
{فَلَمَّا}: الفاء: للترتيب، والمباشرة؛ لما: ظرف زماني؛ بمعنى: حين.
{جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ}: هيأ، وأعد لهم الميرة، أو الطّعام، وما طلبوا.
{جَعَلَ السِّقَايَةَ فِى رَحْلِ أَخِيهِ}: وضع، أو جعل، أو دس السّقاية في رحل أخيه، والرّحل: ما يوضع على البعير؛ مثل الخُرج، ويوضع فيه متاع المسافر من طعام، وأدوات يحتاج إليها، والسّقاية، قيل: إناء كان الملك يشرب به ثمين جداً من الفضة، والذّهب، والجواهر، وسمّي صواع الملك، ثمّ حُولت أو جعلت صاعاً يكال به؛ أيْ: مع طول الزّمن لم يعد يستعمل الملك ذلك الوعاء للشرب؛ فجعل مثل الصّاع يكال به الطّعام؛ مثل: القمح، أو الشعير، أو الرز، أو التمر… وغيرها، ويطلق عليه السّقاية.
فقد أمر يوسف بعض أعوانه أن يدسُّوا السّقاية في رحل أخيه بنيامين، وكانت هذه هي الوسيلة، أو الحيلة الّتي خططها مع أخيه؛ لكي يُبقي أخاه عنده، كما سنرى بعد قليل، وبعد أن استعدوا للعودة إلى ديارهم، وركبوا جمالهم:
{ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}: ثمّ: للترتيب التّسلسلي في الأحداث؛ أيْ: ترتيب الأخبار.
{أَيَّتُهَا الْعِيرُ}: أيتها: أيَّ: أداة للاستفهام للعاقل، وغير العاقل، والزّمان، والمكان، والهاء: للتنبيه.
{الْعِيرُ}: الإبل، والبغال، والحمير الّتي تحمل الميرة، والطّعام؛ أي: القافلة (الرجال مع العير)، والنّداء موجَّه إلى أصحاب العير.
{إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}: أيْ: يا أصحاب العير إنّكم: إنّ: للتوكيد.
{لَسَارِقُونَ}: اللام: لزيادة التّوكيد؛ كان يكفي أن يقول: إنّكم سارقون؛ فهو قد أكَّد بأن، واللام، وسارقون: جملة اسمية تفيد الثّبوت؛ أيْ: صفة السّرقة.