سورة يوسف ١٢: ٨٥
{قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}:
{قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ}: قال إخوة يوسف لأبيهم يعقوب:
{تَاللَّهِ}: تاء القسم، وتحمل معنى التّعجب من تدهور حالته الصّحية بسبب غياب يوسف.
{تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ}: حذفت منها لا النّافية من جواب القسم، وأصلها تالله لا تفتأ تذكر يوسف؛ أيْ: لا تنسى تذكر يوسف، أو لا تزال تذكر يوسف، أو لا تنطفئ نارك، أو تسكن عن ذكر يوسف، أو نقسم بالله أنّك لا تنسى تذكر يوسف، أو تسكن؛ أيْ: تتوقف، أو تكفُّ عن ذكره ليلاً، ونهاراً، ونار يوسف في جوانحك لا تنطفئ، ولا تهدأ. إذن تفتؤا من معانيها: لا تنسى، أو لا تسكن، أو تهدأ نارك على فراق يوسف، وحذف حرف النفي (لا)؛ لأن أمر الحرص أو الهلاك غير مؤكد مقارنة بقوله: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} القيامة: ١؛ ارجع إلى تلك الآية للمقارنة.
وكذلك من معانيها: {تَفْتَؤُا}: من فتأ، وفتئ؛ أيْ: زال وتحول؛ أيْ: ما زالت تداوم على ذكر يوسف.
{حَتَّى}: حرف غاية نهاية الغاية.
{تَكُونَ حَرَضًا}: أي: الّذي لا يفعل ما يقول؛ أي: الفاسد عقله كالمجنون، والمخبول، والمشرف على الهلاك (الحرض؛ أي: المرحلة قبل الموت)، وأعراضها اختلال في العقل، أو الحرض: عدم القدرة على النهوض، وقيل: أصل الحرض الفساد في الجسم، أو العقل.
{أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}: أو: للتخيير.
{تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}: تموت، وتبلى فعلاً؛ فهم أقسموا على أمر ظنوا أو تصوروا سيحدث وهو أن أباهم حرضاً أو من الهالكين ولم يحدث.