سورة يوسف ١٢: ١٠١
{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِى مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِى مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِىِّ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بِالصَّالِحِينَ}:
{رَبِّ}: نداء من دون ياء، ولم يقل: يا رب؛ لأنّ الرّب أقرب إلى عبده من حبل الوريد.
{قَدْ آتَيْتَنِى}: قد: للتوكيد، والتّحقيق.
{آتَيْتَنِى}: من الإيتاء: وهو العطاء مع إمكانية استرداد الشّيء المعطى. ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة؛ لمعرفة الفرق بينهما زيادة الياء تدل على العطاء الوافر من النسوة والملك وتأويل الأحاديث.
{مِنَ الْمُلْكِ}: من: ابتدائية بعضية؛ أيْ: بعض الملك، وهو مُلك مصر؛ أي: الحكم.
{وَعَلَّمْتَنِى مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}: من: للتبعيض أيضاً من بعض تأويل الأحاديث، وليس كلَّ الأحاديث، وهي تعبير الرّؤيا، وقد تشمل بعض الآيات، والأحكام الربانية. والتأويل تعريفه: هو نقل ظاهر اللفظ إلى معنى آخر، أو دلالة أخرى لسبب من الأسباب، ولم يقل علمتني من تفسير الأحاديث؛ التفسير تعريفه بشكل عام: هو كشف المراد؛ أي: المعنى، أو كشف المفردات الغير واضحة.
{فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: فيها معنى الخلق؛ أي: الشّق؛ أيْ: شق عنه فظهر، أو الفتق كانتا رتقاً ففتقناهما؛ أي: إظهار الخلق للوجود، أو الإظهار بالإخراج إلى الوجود، والشق: التّفطر؛ مثل: تفطُّر الشّجر إذا تشقق بالورق، وفطر الله الخلق؛ أيْ: أظهرهم بإيجاده إياهم.
{أَنْتَ وَلِىِّ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}: الولي: المعين، والنّاصر، والحفيظ، والمتولِّي أمري؛ أي: المنعم عليَّ فلا أحتاج إلى أحد غيرك في الدّنيا والآخرة.
{تَوَفَّنِى مُسْلِمًا}: مسلماً موحِّداً، ومخلِصاً على دِين الإسلام؛ بعيداً عن الشرك، وعلى أعلى درجات الإيمان.
{وَأَلْحِقْنِى بِالصَّالِحِينَ}: من الأنبياء، وغيرهم من الصّالحين، الصّديقين، والشّهداء؛ أي: اجعلني في زمرة الصّالحين. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٣٠)؛ لمزيد من البيان.