سورة الرعد ١٣: ٢١
{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}:
{وَالَّذِينَ}: اسم موصول، وتكرار "الّذين" يفيد التّوكيد، والمدح.
{يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}: مثل: صلة الرّحم، والجار، والفقير.
{وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}: الخشية: الخوف مع التّعظيم للخالق، ومهابته مع العلم، أو الخشية: خوف، وحذر مبني؛ أي: مقرون، بعلم، وتعظيم للذي تخشاه، وفيها معنى الأمل.
{وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}: الخوف: يكون من أمر لم يقع بعد؛ أي: الخوف من العقاب المشكوك في وقوعه بسبب ارتكابهم المعاصي، والتّقصير في الطّاعات، الحساب يكون على كلّ صغيرة، وكبيرة، ووزن الأعمال.
{سُوءَ الْحِسَابِ}: بأن لا يغفر لهم من ذنوبهم شيئاً، أو لا تقبل منهم حسناتهم، أو أعمالهم الصّالحة؛ لأنّهم أحبطوا أعمالهم، ولم يتجاوز عن سيئاتهم، ويشمل كلّ أنواع العذاب المهين، والأليم، والمقيم، والعظيم.
ما هو الفرق بين {وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}، وبين {يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} فاطر: ١٨؟
يخشون ربهم، أعم من: يخشون ربهم بالغيب؛ تشمل الخشية في العلن (أمام النّاس)، وفي السّر (إذا خلى بنفسه؛ أي: وحده)، وتشمل الخشية من عقابه يوم القيامة.
يخشون ربهم بالغيب؛ تعني: بالسّر فقط إذا خلى وحده، وغاب عن أعين النّاس، وكذلك تعني: يخشون عقابه القادم يوم القيامة، والعقاب أمر غيبي.