سورة الرعد ١٣: ٢٣
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِنْ كُلِّ بَابٍ}:
{جَنَّاتُ عَدْنٍ}: العَدْن: هو الإقامة الدّائمة؛ أي: جنات الإقامة الدّائمة، دار القرار، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. أخرجه مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده.
بينما الدّنيا، دار الزوال، الدّار السفلى.
{يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ}: يدخلونها: بعد الحساب.
{وَمَنْ}: ابتدائية.
{صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ}: تعني: الآباء، والأمهات.
{صَلَحَ}: أي: آمن، وعمل صالحاً.
{وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ}: والأزواج تعني: الزوج، أو الزوجة، أو: الذرية؛ أي: الأولاد من الذكور والإناث ما داموا اتّصفوا بصفة الصّلاح، والإيمان.
كلّ حسب طاقته، وبفضل الله سبحانه وتكرمه عليهم يلحقهم بآبائهم.
وكقوله تعالى في سورة الطور، آية (٢٢): {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَىْءٍ}؛ فالإيمان، والعمل الصّالح شرط أولي للحوق بالآباء.
{وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِنْ كُلِّ بَابٍ}: بالهدايا، وللسلام عليهم.