سورة الرعد ١٣: ٣٧
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِىٍّ وَلَا وَاقٍ}:
{وَكَذَلِكَ}: أي: كما أرسلنا، أو مثل ما أرسلنا كلّ رسول بلسان قومه، وأنزلنا عليهم الكتب بلغاتهم.
{أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا}: أنزلنا عليك حكماً عربياً (قرآناً عربياً)، وسمي حكماً؛ لما فيه من الفرائض، والأحكام، أو حكماً عربياً يفصل بين الحق، والباطل، أو القرآن بحد ذاته حُكم، أو الحكم العدل.
{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم}: لئن: اللام: لام التّوكيد؛ إن: شرطية تفيد الشّك، أو النّدرة في اتباع أهوائهم.
{أَهْوَاءَهُم}: جمع هوى، والهوى تعريفه: هو ما تميل إليه النفس باطلاً وبعيداً عن الحق، ولا دليل له. ارجع إلى سورة الأنعام، آية (٥٦).
مثال الصّلاة إلى بيت المقدس، أو اتباع ملتهم.
{بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}: عن طريق الوحي، أو إنزال القرآن، وهذه الآية تذكرنا بآية أخرى وهي قوله تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِى جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} البقرة: ١٢٠ نجد: (الذي) أبلغ من (ما)؛ لأن (الذي) تستعمل في أمور محددة مثل القرآن، أما (ما) قد تستعمل في أمر تحويل القبلة، أو أهواء الذين آتيناهم الكتاب، والأحزاب… وغيرهم.
{مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِىٍّ}: من: استغراقية؛ تستغرق كلّ ولي في الدّنيا، والخطاب إن كان موجهاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقصد به أمته.
{وَلِىٍّ}: معين، مساعد؛ كالقريب.
{وَلَا وَاقٍ}: حافظ، أو حفيظ يمنعك من العذاب، من الوقاية: وهي الصّيانة، والحفظ؛ من عذاب الله، وغضبه، وسخطه، وعقابه، أو من الوقوع في السّيئات، أو المعاصي، أو الأخطاء.