سورة إبراهيم ١٤: ٢
{اللَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}:
هذه الآية يمكن وصلها بالآية السّابقة؛ فتقرأ: صراط العزيز الحميد الله الّذي له ما في السّموات، وما في الأرض، وتقرأ مرققة، أو تقرأ غير مرققة؛ أي: مفصولة عمّا قبلها.
اللهُ الّذي له ما في السّموات، وما في الأرض.
اللهِ: إذا قرئت بالكسر: هي بدل (العزيز الحميد)، وإذا قرأت بالضم (اللهُ): فهي مبتدأ، أو خبر لمبتدأ محذوف؛ تقديره: هو الله الّذي له ما في السّموات والأرض.
{اللَّهِ}: اسم الله العلم الدّال على واجب الوجود، وتعني: المعبود، ويشمل كلّ صفات الله العليا.
{لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ}: السّموات (ظرف)، وما في السّموات (مظروف)؛ أي: له السّموات وما فيهن، وله الأرض وما فيها؛ أي: السّموات السّبع وما فيهن، والأرضين السّبع وما فيهن، الكل ملكه، لا يشاركه فيه أحد؛ كقوله: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} غافر: ١٦.
وتكرار (ما في) لأنّ: هناك أجناس من المخلوقات موجودة في السّموات لا توجد على الأرض، أو بالعكس؛ مثل: حملة العرش، ومن حوله، وغيرهم من الملائكة، والكواكب، والأقمار، والشّموس، وهناك مخلوقات في الأرض تخص الأرض، وحدها واستعمال (ما) الّتي تشمل العاقل وغير العاقل.
{وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ}: الويل: العذاب، أو الهلاك، وقيل: دعاء بالشّر، وإنذار بالعذاب، والويل يكون في الدّنيا والآخرة، وليس فقط في الآخرة.
{لِّلْكَافِرِينَ}: اللام: لام الاختصاص، والاستحقاق.
{مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}: والعذاب الشّديد أحد أنواع العذاب؛ فهناك العظيم، والأليم، والمهين، والمقيم؛ عذاب شديد لا يطاق، أو يمكن تحمله.