سورة إبراهيم ١٤: ٤
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ}: وما: الواو: استئنافية؛ ما: النّافية.
{أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ}: من: ابتدائية استغراقية؛ أرسلنا، ولم يقل: بعثنا. ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة؛ للبيان.
{إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ}: إلا: أداة حصر، حصراً وقصراً بلسان قومه؛ أي: يتكلم لغة قومه لماذا؟
{لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}: ليبين: اللام: لام التّعليل؛ يبين لهم: يوضح، ويشرح لهم ما أُنزل عليهم من ربهم.
{فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى مَنْ يَشَاءُ}: فمنهم من يختار التّصديق، والإيمان، ويستجيب لما أمره الله، ويتبع رسوله فيهديه الله، ويشرح صدره، ويمدّه بيد العون، ومنهم من يختار طريق الضّلالة، والكفر، ويرفض الإيمان، والتّصديق بما أنزل الله، ويسير في طريق الضّلالة؛ فيمد له ربه في غيّه، وضلاله.
فالله هو الهادي؛ فلا يضل أحداً لأنّه: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} الزمر: ٧. إلا من أراد الضلال، وابتعد عن طريق الهداية، ولم يعد في قلبه ذرة إيمان، ولا أمل فيه فيتركه وشأنه.
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}: وهو: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{الْعَزِيزُ}: القوي الغالب الّذي لا يُغلب، والقاهر الّذي لا يُقهر، والممتنع لا يضره أحد.
{الْحَكِيمُ}: في تدبير شؤون خلقه، وكونه، والحكيم: من الحكمة؛ فهو أحكم الحكماء، والحكيم: من الحكم؛ فهو أحكم الحاكمين. ارجع إلى سورة البقرة (١٢٩) لمزيد من البيان.