سورة إبراهيم ١٤: ١١
{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}:
{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ}: قالت: التاء: تدل على الكثرة؛ كثرة الرّسل؛ قالت الرّسل للذين كفروا.
{إِنْ نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}: إن: حرف نفي أقوى نفياً من: ما؛ أي: ما نحن إلّا بشر مثلكم.
{إِلَّا}: تفيد الحصر؛ أي: نحن حصراً بشراً مثلكم؛ كما تقولون.
{وَلَكِنَّ}: حرف استدراك وتوكيد.
{اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}: يمُنُّ: يُنعم ويحسن بالنّبوة والعلم والحكمة.
{عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}: أي: يختار ويصطفي، ويؤيد ذلك قوله: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} الأنعام: ١٢٤.
{وَمَا كَانَ لَنَا}: ما ينبغي لنا، وما يحق لنا؛ ما: النّافية.
{كَانَ}: تشمل كلّ الأزمنة: في الماضي، أو الحاضر، أو المستقبل.
{لَنَا}: اللام: للاختصاص؛ أن: حرف مصدري يفيد التّعليل والتّوكيد.
{أَنْ نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ}: أن: حرف مصدري يفيد التّوكيد بحجة أو برهان، كما تطلبون؛ لأن ما جاءكم من الآيات، والمعجزات يكفي، وإذا كان الله سبحانه يريد أن يأتيكم بآيات أخرى فبإذنه.
{إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}: إلا: حصراً؛ بأمر من الله. ارجع إلى الآية (١) من نفس السورة.
{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}: بعد تقديم الأسباب عليهم أن يفوضوا أمرهم إلى الله لتحقيق ما يسعوا إليه.
{فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}: فليتوكل: الفاء: للتوكيد، واللام: لام الأمر أو الاختصاص. ارجع إلى سورة الأعراف آية (٨٩) لبيان معنى التوكل.