سورة إبراهيم ١٤: ٤٢
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ}: لا: النّاهية.
{تَحْسَبَنَّ}: ن الحساب، أو الحسبان: وهو الاعتقاد الرّاجح المبني على حساب عقلي، أو قلبي مبني على حساب حسي سابق ناتج عن مراقبة، أو عملية حساب في جمع وطرح.
{اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}: غافلاً: الغفلة عدم التفطن للشيء، أو عدم حضور الشيء في البال، أو تارك عما يعمل الظّالمون، أو غير منتبه لما يعمل الظّالمون. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٧٤)؛ لمزيد من البيان في معنى: غافلاً.
{عَمَّا}: عن: تفيد المجاوزة والمباعدة، ما: اسم موصول.
{يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}: يقول ويفعل. الظّالمون: جمع ظالم، والظلم: من معانيه الشرك.
ولمعرفة الظّلم، ومعانيه: ارجع إلى الآية (٥٤) من سورة البقرة يعمل بصيغة المضارع تدل على التّجدد والتّكراروالاستمرار.
{إِنَّمَا}: كافة مكفوفة؛ تفيد التّوكيد.
{يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ}: ليوم: اللام: لام الاختصاص ظرف زمان.
{تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}: تتفتح الأعين؛ فلا تطرف الأجفان، ولا تُغلق.
وتثبت العين على شيء، ولا تتحرك إلى غيره، وتصبح الحدقة واسعة من شدة الخوف، والفزع، والحيرة.
وهناك فرق بين: {تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}، و {زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ} ص: ٦٣.
الزّيغ: يحدث من شدة الاضطراب، والخوف، والفزع؛ فلا يعد يرى شيئاً أمامه.