سورة إبراهيم ١٤: ٥٢
{هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}:
{هَذَا}: الهاء: للتنبيه؛ ذا: اسم إشارة للقرب، واسم إشارة يشير إلى القرآن العظيم. وقوله هذا: تنبيه للمخاطب على المشار إليه وقربه وللمبالغة في إيضاحه.
{بَلَاغٌ لِلنَّاسِ}: بلاغ: من الإبلاغ، أو التّبليغ: وهو إيصال الشّيء، أو الرّسالة+ مع البيان والفهم؛ هذا القرآن بلاغ للناس كافة؛ أي: منهج الله للنّاس كافة، وفي سورة الأحقاف آية (٣٥) قال تعالى: {بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}، وفي هذه الآية قال تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ} فيه مبالغة وتوكيد أشد من قوله بلاغ.
{وَلِيُنذَرُوا بِهِ}: ولينذروا: الواو: عاطفة؛ اللام: لام التّعليل، الإنذار: هو الإعلام مع التّحذير، والتّخويف.
{وَلِيَعْلَمُوا}: أي: يستدلوا بما فيه من الآيات؛ اللام: لام التّعليل؛ ليعلموا من دراسة الآيات الكونية، والآيات المنزلة في هذا القرآن، والمعجزات: أن الله إله واحد.
{أَنَّمَا هُوَ}: أنما: كافة مكفوفة؛ تفيد الحصر.
{هُوَ}: ضمير فصل؛ يفيد التّوكيد.
{إِلَهٌ وَاحِدٌ}: معبود واحد، لا شريك له، ولا ولد، ولا يتجزأ؛ أمّا قوله تعالى: الأحد؛ تعني: لا مثيل له ولا يشبه أحد. ارجع إلى سورة الصافات آية (٤) للبيان المفصل والفرق بين أحد وواحد.
{وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}: إنّ الله إله واحد، ولم يقل: وليتذكروا؛ لأنّ أولي الألباب لا يحتاجون إلى زمن طويل كي يذكروا: أنّ الله إله واحد.
وليذكر أولوا الألباب، ولا ينسوا وحدانية الله، ووحدانية الرّب والأسماء والصّفات، ويدعوا غيرهم إلى التّوحيد. ارجع إلى الآية (١٧٩)، والآية (١٩٧) من سورة البقرة، والآية (١٩) من سورة الرّعد؛ لمزيد من البيان في معنى: أولي الألباب.