سورة الحجر ١٥: ١٤
{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ}:
{وَلَوْ}: الواو: استئنافية؛ لو:
{فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِنَ السَّمَاءِ}: هذه الآية من آيات الإعجاز العلمي في القرآن؛ فقد أثبتت الحقائق العلمية الحديثة: أن المركبات الفضائية إذا أرادت أن تخرج من الغلاف الجوي المحيط بالأرض لا تستطيع أن تخرج إلى حيز، أو مدار آخر، أو فلك آخر إلا من أماكن محددة تسمى: منافذ الغلاف الجوي (تسمى باباً)؛ فمن هذه الآية نستنتج: أنّ هناك أبواب للسماء إذا أرادت المركبات الفضائية الخروج إلى مدارات أخرى لا بد أن تخرج منها؛ كي تخرج بسلامة، أمّا إذا حاولت الخروج من غير هذه المنافذ، أو الأبواب تنفجر، وتتحطم على الفور؛ فالسّماء؛ أي: السّموات بناء محكم شديد الترابط بقوى كثيرة، وليست السّماء فراغاً كما كان يظن النّاس؛ فليس هناك فراغاً أبداً، إنما الكون مليء بالمادة، والغازات، والطاقة.
والسّماء تعريفها: هو كل ما علاك، وتشمل السّموات السّبع، وما بينهن.
{فَتَحْنَا عَلَيْهِم}: ولم يقل فتحنا لهم؛ لأنّ على: تعني العلو، والاستعلاء، والمشقة؛ لأنّ الخروج من هذه الأبواب ليس سهلاً، وثانياً هم سوف يعرجون، أو يصعدون من أسفل إلى أعلى فالباب سيفتح لهم من أعلاهم، أو أنزلنا عليهم سُلماً يصعدون به إلى أعلى.
{فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ}: فظلوا: الفاء: للترتيب، والمباشرة؛ ظلوا: من ظل؛ وظل: تستعمل خاصة للعمل في النّهار، وأمسى: تستعمل خاصة للعمل بالليل، وكان: تستعمل لمطلق الزّمان؛ فظل تعني: في ضوء النّهار؛ أي: ظلوا يصعدون في ضوء النّهار.
{فِيهِ}: ظرف زماني، ومكاني، والهاء: تعود على الباب؛ أي: فظلوا يعرجون نهاراً حتى يصلوا إلى الطبقة المظلمة المحيطة بالكون، وعندها لا يرون إلا الظلام.
{يَعْرُجُونَ}: تحمل معنى أول، وهو الصّعود، ومعنى ثان الحركة بشكل مائل إذن يعرجون تعني الصّعود مع الميلان بشكل مائل؛ أي: بخط منحني غير مستقيم؛ لأنّ السّماء الدّنيا مليئة بالأجرام، وهذه الأجرام تختلف في كتلها، وسرعة دورانها، وقوى التّجاذب، وقوى الطرد المركزي.
{يَعْرُجُونَ}: مشتقة من العرج، وهو الميل بالحركة؛ أي: يصعدون بشكل مائل، أو منحي، ولو كان الصّعود في الليل لقال الحق فباتوا فيه يعرجون بدلاً من كلمة فظلوا.
فسوف يرون ظلاماً يسيطر على الكون، والأرض؛ أي: محيطاً بالأرض، ويرون الشّمس، والنّجوم بقاع، أو نقاط باهتة لا تعطي نوراً.
فمن أين جاء الظّلام، وهذه هي حقيقة علمية في علم الفلك، والفضاء أننا لو تجاوزنا الغلاف الجوي سنرى ظلاماً قد أطبق على الكرة الأرضية؛ أي: ما حول الأرض غلاف مظلم، وطبقة النّهار، أو الطبقة المضيئة طبقة لا يزيد سمكها عن (٢٠٠كم)، ومعظم أشعة الشّمس لا تصل إلينا إنما فقط تصل إلينا حزمة من أشعة الشّمس تسمّى حزمة الضوء المرئي المكونة من ألوان الأطياف السبعة الّتي حين تختلط بالطبقة الغازية المضيئة حول الأرض، وتعطينا هذا الضوء الأبيض.
للتفريق بين الصّعود، والعروج، والرّقي. ارجع إلى الآية (٩٣) من سورة الإسراء.