سورة الحجر ١٥: ١٦
{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ}:
{وَلَقَدْ}: الواو: استئنافية؛ لقد: اللام: لام التّوكيد؛ قد: للتحقيق.
{جَعَلْنَا}: صير، والجعل يكون بعد الخلق.
{فِى السَّمَاءِ بُرُوجًا}: وهي منازل للشمس، والقمر، كما قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} البروج: ١؛ أي: كلما تحركت الشمس في السّماء؛ تنتقل من برج إلى آخر.
والبروج: هي تجمعات نجمية يراها أهل الأرض في أشكال هندسية معينة يسميها النّاس تسميات مختلفة؛ مثل: برج الحمل، والثور، والسرطان، والأسد، وبرج العقرب، أو الميزان، وهي في الحقيقة ليست كما يصفها النّاس، وهذه البروج عددها (٨٨ برجاً)، (١٢) برج تقع الشمس في كل واحد منها في كل شهر؛ فيستطيع الإنسان أن يحدد الشّهر عن طريق البرج الّذي تقع فيه الشمس، وكذلك تلعب هذه الأبراج (التجمعات النجمية) دوراً في تحديد جهة الشرق، وبقية الاتجاهات، وكذلك باقي الأبراج يلعب دوراً في زينة السّماء، وكما قال تعالى: {وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ}: أي: السّماء.
وسميت هذه البروج: الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت.
والقمر: ينتقل في السّماء من منزل إلى آخر: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} يس: ٣٩. ارجع إلى سورة يس؛ لمزيد من البيان.
{وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ}: أي: السّماء زيناها بالنجوم، والكواكب، والشموس، والأبراج، والمنازل.
{لِلنَّاظِرِينَ}: اللام: لام الاختصاص؛ النّاظرين: جمع ناظر: بالعين المجردة، أو بواسطة تلسكوب.