سورة الحجر ١٥: ١٨
{إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}:
{إِلَّا مَنِ}: إلا: أداة استثناء. من: ابتدائية.
{اسْتَرَقَ السَّمْعَ}: استمع في خُفية؛ كي يسرق الكلام المسموع بالتّنصت إلى الملائكة؛ سرقة مقرونة بخوف، وخفاء، وعدم استقرار لا يسمح بحسن الاستماع والفهم.
{فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}: فأتبعه: الفاء: للترتيب، والمباشرة مما يدل على إحكام السماء من اطلاع الشيطان على ما لم يرد الله اطلاعهم أو استماعهم إليه.
{شِهَابٌ}: النجوم عندما تنفجر تتحول إلى نيازك تتفجر وتتحول إلى قطع عالية الكثافة؛ تنزل على الأرض بشكل قطع من الصخر؛ كالحديد، وبعضها عندما تنزل وتحتك بالغلاف الغازي للأرض تحترق احتراقاً كاملاً مشكلةً الشهب؛ فالشهب: أصلها نيازك صغيرة الحجم؛ فهذه الشهب جعلها ربنا رجوماً للشياطين، وإذا سقطت على الأرض تسقط بشكل رماد، وربنا سبحانه حرمَ على الشياطين القيام باستراق السمع بعد بعثة الرسول محمّد -صلى الله عليه وسلم-.
ما هو الفرق بين الشهاب المبين والشهاب الثاقب؟
الشهاب الثاقب: أشد، وأقوى من الشهاب المبين؛ لكونه يخترق الكثير من الأجسام.
لننظر إلى كلمة شهاب في القرآن الكريم؛ فقد وردت في عدة آيات:
في سورة الحجر هذه آية (١٨): {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}.
في سورة النمل، آية (٧): {سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}؛ أي: شعلة من النّار ملتهبة.
في سورة الصّافات، آية (١٠): {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}؛ أي: ألسنة من النّار تنطلق من النّجم لتحرق الشيطان المارد.
في سورة الجن، آية (٩): {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا}.