سورة النحل ١٦: ٩
{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}:
{وَعَلَى اللَّهِ}: أيْ: تفضلاً من الله وكرماً منه.
{قَصْدُ السَّبِيلِ}: وعلى الله تبيين السّبيل: الطريق السهل المستقيم الموصل إلى الغاية، أو القصد؛ أيْ: تبين الطريق الموصل إلى الغاية، وهي التّقوى، ورضوان الله، والحق، والجنة، أو طريق قصد، أو قاصد؛ إذا قصد بك إلى ما تريد، وتبيان السّبيل يكون بإرسال الرّسل، والأنبياء، وإنزال الكتب، والوحي؛ للهداية إلى الإسلام.
{وَمِنْهَا جَائِرٌ}: السّبل: اسم جنس، ومنها جائر: أيْ: من السّبل، أو من السّبيل (تؤنث وتذكر) ما هو منحرف، ويؤيد ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} الأنعام: ١٥٣.
{وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}: لو: شرطية وليست للتمني.
{شَاءَ}: المشيئة: مُلزمة ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأما الإرادة: فهي نوعان: إرادة إلزام، وإرادة خيار، وفي هذه الآية تعني لو أراد إرادة إلزام لفعل، ولكنه سبحانه لم يريد وترك لهم الخيار.
{لَهَدَاكُمْ}: اللام: للتوكيد، والتّعليل.
{لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}: هداية قسرية، ولكن لم يشأْ ذلك، وترك لكم الخيار لكي تسئلوا عما كنتم تعملون.
{أَجْمَعِينَ}: توكيد. قد يسأل سائل لماذا وقعت هذه الآية في خضم الآيات التي جاءت في سياق تعداد النعم الكونية والإنسانية؟ لأن المقاصد الروحية مثل الهداية لها أهمية كبرى يجب أن لا ننساها، بل هي أعظم من المقاصد البدنية والمعيشية.