سورة النحل ١٦: ٢٢
{إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُّنكِرَةٌ وَهُمْ مُّسْتَكْبِرُونَ}:
أيْ: كلّ الدلائل، والبراهين الّتي ذكرت سابقاً تدل على بطلان الآلهة، والأصنام، وتدل على أنّه إله واحد لا شريك، وتثبت وحدانيته سبحانه، ورغم كلّ ذلك استمر المشركون على شركهم، واستمروا على عدم إيمانهم بالآخرة، والبعث، والحساب.
فالإله: يعني: المعبود، والمستحق للعبادة، وهو الّذي يأمر بالتكاليف والذي يجب أن يطاع.
{إِلَهٌ وَاحِدٌ}: أيْ: إله لا شريك له، واحد لا يتجزأ، ولا شريك له. ارجع إلى سورة الصافات آية (٤) للبيان المفصل والفرق بين أحد وواحد.
{فَالَّذِينَ}: الفاء: استئنافية؛ الّذين: اسم موصول.
{لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}: أيْ: بالبعث، والحساب، والجزاء، والجنة، والنار.
{قُلُوبُهُمْ مُّنكِرَةٌ}: قلوبهم جاحدة بوجود الله، والبعث، والحساب، ولا تعرف التّوحيد، والإنكار أعم من الجحود، والإنكار يكون للشيء الظاهر، أو الباطن، وقلوبهم منكرة لنعم الله.
{وَهُمْ مُّسْتَكْبِرُونَ}: جمع مستكبر: اسم فاعل من استكبر؛ أيْ: رفع نفسه فوق ما تستحق، وعظَّم من شأنه، ولا يكتفوا بذلك الإنكار، بل وهم مستكبرون؛ هم: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{مُّسْتَكْبِرُونَ}: عن الإيمان بربهم، ورسله؛ مستكبرون: جملة اسمية تدل على ثبوت صفة الكبر عندهم، وأنّهم مصرون على شركهم وكفرهم.