سورة النحل ١٦: ٥١
{وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّاىَ فَارْهَبُونِ}:
{وَقَالَ اللَّهُ لَا}: لا: النّاهية.
{تَتَّخِذُوا}: لا تجعلوا، لا تعبدوا، لا تصيِّروا معي شريكاً.
{إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ}: الإله المعبود؛ أيْ: لا تعبدوا إلهين.
{اثْنَيْنِ}: توكيد لأمر التّوحيد.
{إِنَّمَا هُوَ}: إنما كافة، ومكفوفة؛ تفيد التّوكيد.
{هُوَ}: ضمير فصل يفيد الحصر والتّوكيد.
{إِلَهٌ وَاحِدٌ}: معبود واحد، لا يتجزأ ليس له ولد، ولا يتجزأ، ويصبح اثنين، وأمّا قوله: أحد؛ فيعني: لا مثيل له، ولا يشبه أحد؛ لله وحده الألوهية، والوحدانية، والربوبية. ارجع إلى سورة الصافات آية (٤) للبيان المفصل والفرق بين أحد وواحد.
{إِلَهٌ وَاحِدٌ}: إله: صفة ثابتة.
{وَاحِدٌ}: تأكيد للصفة الثّابتة وهي إلهٌ (صفة مؤكدة).
{فَإِيَّاىَ فَارْهَبُونِ}: الرّهبة: هي طول الخوف، واستمراره مع العلم بالذي تخافه، ويقال للراهب راهب؛ لأنّه يديم الخوف، والتّوخي، والحذر؛ فإياي فارهبون: يفيد القصر؛ أيْ: لا تخافوا غيري؛ فإياي فارهبون: بدلاً من فإياه فارهبون (حول صيغة الغيبة إلى المخاطب)؛ لأنّ الرّهبة من المتكلم خير من الرّهبة من الغائب، والرّهبة كما قلنا الخوف، والحذر، والعلم بمن تخافه وتعظمه.