سورة النحل ١٦: ٥٣
{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْـئَرُونَ}:
{وَمَا بِكُمْ}: ما: اسم موصول؛ بمعنى: الّذي؛ بكم: خاصة. وما: أوسع شمولاً من الذي.
{مِنْ نِّعْمَةٍ}: من: استغراقية تشمل كلّ نعمة ظاهرة وباطنة.
{نِّعْمَةٍ}: نكرة تعني: صغيرة، أو كبيرة، ومهما كان نوعها، والنّعمة تعريفها: هي ما يهبه الله لعبده من خير يجلب له المسرة، ويدفع عنه المضرة، وتشمل الصّحة، والغنى، والخصب، والجاه… وغيرها.
{فَمِنَ اللَّهِ}: فمن: الفاء: للتوكيد؛ من: ابتدائية؛ من الله سبحانه المنعم.
{ثُمَّ}: لتباين منزلة النّعمة، والضّر.
{إِذَا}: ظرفية زمانية تتضمن معنى الشّرط، وتفيد حتمية الحدوث.
{مَسَّكُمُ الضُّرُّ}: المس: أخف من اللمس مجرد المس؛ أي: الإصابة الخفيفة؛ أي: أصابكم الضّر، ولو إصابة خفيفة. الضُّرُّ: سوء الحال والمرض، وهو أشد من الأذى، ويكون في النفس أو غيرها.
{فَإِلَيْهِ تَجْـئَرُونَ}: إليه وحده تجأرون: من جأر: رفع صوته بالدعاء تضرعاً؛ أيْ: ترفعون أصواتكم بالدّعاء، والاستغاثة؛ لكشف الضّر عنكم، وهذا يدل على تصوير حقيقة الإنسان الذي إذا مسه أدنى ضر يضيق صدره، وينفد صبره، ويجأر إلى الله لأدنى أذى.