سورة النحل ١٦: ٥٦
{وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْـئَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ}:
{وَيَجْعَلُونَ}: من الجعل، ويعني: التّصيير، ولم يقل: وجعلوا. يجعلون: بصيغة المضارع؛ للدلالة على التّكرار، والتّجدُّد، والاستمرار في الجعل، والفاعل: يعود على الّذين كفروا، والمشركين من أهل مكة… وغيرهم.
{لِمَا}: اللام: لام الاختصاص، أو الملكية؛ ما: للعاقل، وغير العاقل.
{لَا}: النّافية.
{يَعْلَمُونَ}: أيْ: للأصنام أو الأوثان التي اتخذوها آلهة، وهم لا يعلمون، وهي لا تعلم أيضاً، فهم لا يعلمون أنّ لها ضراً، ولا نفعاً، ولا حساً، ولا معرفة، ولا تبصر، ولا تسمع، والأصنام الّتي لا تعلم شيئاً عن حالتهم، وما هم فيه، والتي لا تعلم ما يقولون، أو يفعلون؛ فهذا يدل على غباوتهم وسفاهة عقولهم.
{نَصِيبًا}: نصيباً: أيْ: قسماً جزءاً.
{مِمَّا}: من: البعضية؛ ما: اسم موصول بمعنى: الّذي وهي أوسع شمولاً.
{رَزَقْنَاهُمْ}: كصدقة للإلهة من المال ومن الحرث، والأنعام، والبحيرة، والسّائبة، والوصيلة، والحام؛ كقوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} الأنعام: ١٣٦.
{تَاللَّهِ}: التّاء: تاء القسم، وهي مخصصة للفظ الجلالة فيها معنى التّفخيم، وهي أشد أدوات القسم؛ أيْ: أوكدها.
{لَتُسْـئَلُنَّ}: اللام: للتوكيد، والنّون: لزيادة التّوكيد؛ تسألنَّ: من السّؤال يوم القيامة هو سؤال توبيخ لهم.
{عَمَّا كُنتُمْ}: عن: تفيد المجاوزة، والمباعدة؛ ما: اسم موصول، أو مصدرية.
{كُنتُمْ}: في الدّنيا.
{تَفْتَرُونَ}: الافتراء: هو الكذب المتعمد المختلق من أمر الأصنام، والآلهة. والافتراء على الله: بأن له ولد، أو شريك، أو صاحبة، أو أحل هذا، أو حرم ذلك، وهو لم يحل، أو يحرم.