سورة النحل ١٦: ٦٢
{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ}:
{وَيَجْعَلُونَ}: ارجع إلى الآية (٥٦).
{لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ}: ما يكرهون: هو البنات، ويجعلون لله البنات كما يزعمون (الملائكة بنات الله) الزخرف: ١٩، والشّريك في الألوهية، وما يكرهون من الحرث، والأنعام. ارجع إلى سورة الأنعام آية (١٣٦)، وآية (١٣٨-١٣٩).
{وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ}: أيْ: تقول ألسنتهم الكذب، أو يدَّعون باطلاً، ولا تكتفي بذلك، بل تصور الكذب بصوره المتعددة لتزينه للآخرين.
{أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى}: أنّ: للتوكيد.
{لَهُمُ}: اللام: لام الاختصاص، والملكية.
{الْحُسْنَى}: الجنة، أو الجزاء الحسن، أو الأولاد الذّكور، الحسنى: تأنيث الأحسن.
{لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ}: لا جرم: لا بد، أو لا محالة، وبعد أن كثر استعمالها أصبحت بمعنى: حقاً، كما قال الفراء. جرم؛ أي: لا بُدَّ أنّ لهم النّار، أو لا محالة، أو حقاً لهم النّار.
{أَنَّ}: حرف مصدري يفيد التّعليل، والتّوكيد.
{لَهُمُ}: اللام: لام الاختصاص، والاستحقاق. ارجع إلى الآية (٢٣) السّابقة من نفس السّورة.
{وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ}: أنّ: للتوكيد.
{مُّفْرَطُونَ}: متركون في النّار منسيون؛ من أفرطه: إذا نسيه، وتركه، ولم يلتفت إليه؛ أيْ: حقاً أنّ لهم النّار، وأنّهم متركون فيها، أو منسيُّون فيها. وقيل: مفرطون؛ أيْ: معجلون إلى النّار، ومتركون فيها منسيُّون.