سورة النحل ١٦: ٦٤
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِى اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}:
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ}: ما: النّافية.
{أَنزَلْنَا عَلَيْكَ}: ولم يقل: إليك؛ لمعرفة الفرق بين عليك، وإليك: ارجع إلى سورة البقرة، آية (٤)؛ للبيان.
{الْكِتَابَ}: القرآن.
{إِلَّا}: حصراً.
{لِتُبَيِّنَ لَهُمُ}: اللام: لام التّعليل، والاختصاص.
{لِتُبَيِّنَ لَهُمُ}: أيْ: توضح، وتشرح لهم، وهذا من واجباتك، ولذلك قال عليك.
{الَّذِى اخْتَلَفُوا فِيهِ}: من التّوحيد، والإشراك، والهدى، والضّلال، والتّحليل، والتّحريم، والحق، والباطل، والبعث، والجزاء، أو سائر الأحكام الشّرعية.
{وَهُدًى}: ارجع إلى الآية (٢) من سورة البقرة؛ مصدر هداية، أو هو الهدى بذاته.
{وَرَحْمَةً}: رحمة لمن اتبعه؛ أيْ: يجلب ما يسر، ويدفع ما يضر، ويقي من الوقوع في الشّر والمعصية. إذن ليس فقط للتبيان، وكذلك هدى ورحمة، وفي الآية (١٠٢) من نفس السورة قال تعالى: {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} بالفوز بالجنة، والنجاة من النار.
{لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}: لقوم: اللام: لام الاختصاص؛ أيْ: هذا القرآن هدى ورحمة خاصة بمن آمن بالله وحده، ورسوله، وصدق به، وعمل صالحاً.
{يُؤْمِنُونَ}: بصيغة المضارع؛ لتدل على التّجدد، واستمرار إيمانهم.
سورة النّحل الآيات ٦٥ - ٧٢