سورة النحل ١٦: ٨٤
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}:
{وَيَوْمَ}: أيْ: يوم القيامة، والتّنكير: للتهويل، والتّعظيم.
{نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا}: البعث: هو الإتيان من كلّ أمة بشهيد، أو المجيء بشهيد، والشّهيد من كلّ أمة: هو نبيها الّذي أرسل إليها؛ يشهد على نفسه أنّه قد بلغ الرّسالة لأمته، ويشهد على أمته أنّه قد بلغها، أو يشهد له بالإيمان، والتّصديق، أو يشهد عليهم بالكفر، والتّكذيب؛ مثلاً سيبعث الله تعالى من اليهود موسى شهيداً عليهم، وسيبعث الله بعيسى شهيداً على النّصارى.
{ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا}: ثم: للترتيب الذكري؛ بعد البعث لا يؤذن للذين كفروا بالاعتذار، ولا يطلب منهم العُتبى.
{لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا}: لا: النّافية.
{لِلَّذِينَ}: اللام: لام الاختصاص.
{كَفَرُوا}: في الكلام، أو الاعتذار؛ لأنّه ليس لهم عذر صحيح مقبول.
{وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}: من أعتبه؛ أي: استرضاه فأرضاه؛ لا يؤذن لهم بطلب العتبى، ولا يسمح لهم، أو يُقبل عتابهم، ولو حاولوا ذلك، أو لا يشير عليهم أحد بأن يطلبوا العُتبى.
{يُسْتَعْتَبُونَ}: لم يجرؤوا على طلب العتاب بأنفسهم، وإنما طلب لهم العتاب غيرهم، أو شفعاؤهم. وكلمة يُستعتبون: جاءت في ثلاث سور: النّحل، الآية (٨٤)، وسورة الروم، الآية (٥٧)، وسورة الجاثية، الآية (٣٥).
وكلمة يَسْتعتبون: جاءت في آية واحدة في سورة فصلت، الآية (٢٤)؛ أيْ: طلبوا العتاب بأنفسهم؛ لكي يرضى الله عنهم، ويعفو عنهم.