سورة النحل ١٦: ٩٠
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَائِ ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْىِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}:
{إِنَّ اللَّهَ}: إنّ: للتوكيد.
{يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}: العدل: هو إعطاء كلّ ذي حقٍّ حقَّه، وهو المساواة الكاملة في الأحكام، أو المماثلة، والعدل: هو الحق، وقيل: العدل واجب، أو فرض، وأما القسط في اللغة: فهو الحظ والنصيب، واستعمله القرآن مع الميزان فقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} الرحمن: ٩، والقسط يعني: تطبيق العدل.
{وَالْإِحْسَانِ}: ارجع إلى الآية (١١٢) من سورة البقرة؛ للبيان، وهو إتقان العمل، والإحسان: تفعله وأنت محب له، والإحسان: لا يقتصر على النّفس، بل يتعدَّى إلى الغير، والإحسان: مندوب.
{وَإِيتَائِ ذِى الْقُرْبَى}: إعطاء القربى ما يحتاجونهم من مساعدة.
هذه الثلاثة عوامل هي أدوات لبناء المجتمع، وبالمقابل هناك ثلاثة عوامل تهدم المجتمع: هي الفحشاء، والمنكر، والبغي.
{وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ}: الزّنى؛ لما يسبب من اختلاط في الأنساب، وتدنس الأعراض، والفساد؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} الإسراء: ٣٢.
{وَالْمُنكَرِ}: ما أنكره الشّرع، وحرمه، واستقبحه العقل السّليم؛ كالكفر، والشّرك، والقتل، وهو باطل.
{وَالْبَغْىِ}: أخذ حقِّ الغير، والتّعدِّي عليهم بالقهر، والقوة.
{يَعِظُكُمْ}: من الوعظ: وهو النّصح بالطّاعة، والعمل الصّالح، والإرشاد إلى الخير، وتذكره بالثّواب، والعقاب، والتّحذير، والنّهي. ارجع إلى سورة النّساء، آية (٥٨)؛ لمزيد من البيان.
{لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}: لعل: للتعليل.
{تَذَكَّرُونَ}: ما يعظكم به، ولا تنسونه كما نسيتم ذلك من قبل؛ أي: الأمر بالعدل، والإحسان، وإيتاء ذي القربى.