سورة الإسراء ١٧: ١٥
{مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}:
{مَنِ اهْتَدَى}: من: شرطية.
{اهْتَدَى}: يعني: التزم بمنهج الله، وسار على دينه، واهتدى إلى الصّراط المستقيم.
{فَإِنَّمَا}: الفاء: للتوكيد؛ إنما: كافة مكفوفة؛ تفيد التّوكيد.
{يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ}: لنفسه: اللام: تفيد الاختصاص، والاستحقاق؛ أي: هو المنتفع بذلك.
{وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا}: مثل: من اهتدى فإنما.
{يَضِلُّ عَلَيْهَا}: على: تفيد الاستعلاء؛ أي: عاقبة الضّلال، والإعراض عن منهج الله تقع عليه.
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}: هذه الآية تؤكد الآية السّابقة (١٣).
{وَلَا}: الواو: عاطفة؛ لا: نافية.
{تَزِرُ}: تحمل. والوزر: هو الحمل الثقيل (أو الثقل العظيم)، وعبر بالوزر بدلاً من الإثم، وكما أن الحمل الثقيل (الوزر) يتعب صاحبه (حامله) كذلك الإثم فإنه قد يقصم ظهر حامله.
{وَازِرَةٌ}: أي: نفس آثمة، أو وازرة محملة بالذنوب.
{وِزْرَ أُخْرَى}: أي: إثم نفس أخرى، وإنما تحمل إثمها فقط.
وهذه القاعدة تنطبق على الّذي ضل في ذاته، ولم يتعدَّ ضلاله إلى غيره، وأما إذا تعدى ضلاله إلى غيره فسوف يحمل وزره، وأوزاراً مع وزره؛ أي: وزره ووزر من أضله، كما بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سنَّ في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء». أخرجه مسلم.
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}: ونظير ذلك قوله تعالى: {وَإِنْ مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} فاطر: ٢٤.
{حَتَّى}: حرف غاية، نهاية الغاية.
{نَبْعَثَ رَسُولًا}: ليُبين لهم ما نُزل إليهم، وما كنا معذبين أحداً في الدّنيا والآخرة على فعل شيء، أو تركه إلا بعد إرسال الرّسل، والإنذار، وإقامة الحجة، وإعطائهم المهلة الكافية للتوبة. ولمعرفة الفرق بين نبعث، ونرسل: ارجع إلى سورة البقرة، آية (١١٩).